الاثنين، 6 يناير 2020

دفاع شيوخ الزيتونة عن اللغة العربية بيرم الخامس نموذجا


لقد كان للدّين الإسلامي فضل كبير في انتشار اللغة العربية وكلّ مظاهر التعريب وما رافق ذلك من توسّع في الرقعة الجغرافية والبشرية للعرب. فالوحي – قرآنا و سنة – أكسب هذه اللغة حرمة و قدسية وساعد على غزو آفاق رحبة، لأنّ دخول الإسلام يعني تعلّم العربية  وبالتالي الانتماء إلى العروبة ثقافة وحضارة إلى درجة تكاد تكون معها العربيّة مرادفة للإسلام خاصة في الفترة الأولى من تاريخه. وكان لسياسة التعريب التي اتّخذها الأمويون أثرها البالغ في هذا المضمار .
     ويشير الدّارسون لتاريخ الإسلام في شمال إفريقيا إلى أنّ انتشاره كان أسرع في هذه الربوع من مناطق أخرى، ولعل مردّ ذلك إلى وجود مراكز قديمة بالمشرق ارتبطت أساسا بنشاط الفنيقيين التجاري، ثم اختلاط البربرية بالفنيقية وتأثرها بها أثناء ازدهار الحضارة القرطاجنية التي عاشت حوالي عشرة قرون قبل الميلاد، في مقابل تأثير ضعيف للمسيحية لم يكن لها تقريبا وجود إلاّ في المدن. وأهم من ذلك كلّه انتشار القبائل العربية من بني هلال وسليم بأعداد هائلة على تلك المناطق في القرن الخامس. وقد تدعّم التعريب بالخصوص بتشجيع الاستقرار في المدن والأريـاف ونشأة مراكز سياسية واقتصادية وثقافية ربطت بينها مسالك تجارية نشطة. وممّا زاد في دعم العربية والتعريب، الأدوار الريادية التي منحها الإسلام لأهل المغرب العربي حين شاركوا في التوسّع عبر البحر الأبيض المتوسّط وحين قاموا بنشر الدين الجديد بين البدو في المناطق الصحراوية وعن طريق التجارة عبر الصحراء الإفريقية. ولا شكّ أنّ هذا الانتشار قد رافقه آليا تعليم العربية كضرورة لقراءة
 القرآن وفهم مبادئ الإسلام[1].
     وبمرور الزمن ازدادت العربية عزّا وحضورا حتى أضحت هويّة سكان القطر التونسي وبقية الأقطار المغاربية. لكن بعـد مجيء الترك واستيـلائهم على الحكم إثر سقوط الدولة الحفصية، شهدت اللغة العربية انحسـارا كبيرا في تونس منذ القرن السابـع عشر ميلادي. فاستجلب الأتراك " القضاة من بلادهم للقضاء بين أيديهم باللغة التركية التي كانت لغة التخاطب فيما بينهم. ثم انتشرت داخل العائلات الخادمة لهم " ولم يبق لأهل القطر من مطمح في الارتقاء إلى تحمل مسؤوليات راقية إلا بتعلمهم اللغة التركية وهجر العربية حتى أصبح العلم يدرس في بعض المعاهد باللغة التركية .
     ولما ارتقى "حسين بن علي[2]"  إلى السلطة، أعاد الاعتبار إلى اللّغة العربية وعادت الدروس بانتظام إلى جامع الزيتونة الذي تخرجت منه "فحول تزين المسلمين ولهم براعة في كل الفنون سيما الإنشاء بالعربية الذي كاد أن يشبه أسلوب الأعاجم في عدة جهات. فإنّ علماء تونس محافظون على الأسلوب العربي ومحترزون عن اللحن. وإذا وجد في الكتبة أو الشهود من يلحن فذاك من تقليد الوظيف لغير المستحق[3]".
     ويذهب بيرم إلى أنّ اللهجة التي ينطق بها أهل القطر التونسي هي أفصح اللّهجات العربية إلاّ في حرف القاف فينطقها سكان البوادي والقرى بكاف أعجميّة[4].
     وأثناء زيارته للحجاز ميدان بلاغة العرب ومجال تسابق فرسان الكلام، لاحظ بأسف شديد أنّ الوضع انقلب إلى ضدّه ، فلا تجد متكلّما باللغة العربية السليمة "حيث دخلت العبارات الأعجمية بين القوم منذ تغلّب الأعاجم على الدولة الإسلامية لأنّ الناس على مذهب أمرائهم فيقلّدون الغالب والقويّ حتى في نحلته وكلامه وما كفى ذلك في إدخال المفردات الأعجميّة حتى سرى الأمر إلى اللّحن في الإعراب ... ففسدت اللغة في الحجاز فسادا كليّا حتى لم يبق من يكتب كتابة مستقيمة في الإعراب والألفاظ إلاّ النادر ممن هم أهل علم، وربّما اضطروا إلى كتابة كثير من المفردات الأعجمية لشهرتها وتعارفها، وهجران
 ما يرادفها من أصل العربية[5]".
    وبحلول القرن التاسع عشر واجهت اللغة العربية تحديات وتهديدات جديدة لكنّها أعمق أثرا وأكثر خطرا لأنّ الوافد في هذه المرّة لا ينتمي إلى الحضارة الإسلامية بل إلى الحضارة الغربية الصاعدة التي مهدت غزوها للآخرين بغرس جاليات قدمن من فرنسا وانقلترة ومالطا وإيطاليا إلى جانب الأقليات المسيحية واليهودية التي كانت الجسر المتين لتمرير ثقافته وأفكاره في هذه الربوع . فدعمتها بامتيازات تجارية و مادية مغرية ساعدتها بدورها على بسط نفوذها السياسي والثقافي، فانتشر تقليد الوافد في لباسه ولغته وأساليب عيشه، فكان المنعرج الخطير الذي طبع أوضاع المسلمين والذي لازالت آثاره السلبية إلى اليوم ظاهرة للعيان في الممارسات اليومية في الإدارة والسوق والعائلة والمدرسة .
     ولدى إقامته ببيروت واجتماعه برجال الفكر هناك، لاحظ بيرم أنّ لنصارى لبنان دورا كبيرا في إفساد لغة الضاد  إذ استطاعوا الحصول على أرقى المعارف، والتمكّن من معرفة بعض اللغات الأجنبية وأغلب مبادئ الفنون الرياضية، حتى صاروا متأهلين للتقدّم وتقلد الوظائف السامية. "إلاّ أنّ إنشاءهم بالعربية يكون غالبا على غير اللهجة الفصيحة والأسلوب العربي القحّ لأنّ غالب التلامذة يولعون باللغات الأجنبية فينسجون كتاباتهم العربية على منوال تلك اللغات فيصير السبك أعجميا في قوالب عربية يمجّها من ذاق طعم البلاغة[6]"
     ولم يكتف الشيخ بيرم بالدفاع عن العربية الفصحى من الجانب البلاغي – الأدبي المتصل بجمال عباراتها ورونقها وأثرها الروحي على السامع، بل بيّن بالحجّة الدامغة مزاياها ووظائفها الاجتماعية المتّصلة بحفظ الحقوق. فاللغة العربية استطاعت أن تكون أداة تعبير وتدوين لشتّى الفنون والعلوم. وقد وصفهـا بيرم باللغة الشريفة والمباركة، فهي أسّ الديانة، وبذلك وجبت الإحاطة بجميع مزاياها لكي تدرك الأحكام المأخوذة بها على الوجه الصحيح.  
    وقد نبّه بيرم إلى خطر انتشـار اللهجة العاميّة عـند تسجيل الوثائـق أو المراسلات الرسمية أو العقود، وكان مردّ ذلك في نظره إمّا قصور المستوى اللغوي من بعض الكتّاب أو الميل إلى سهولة الفهم باستعمال اللهجة الدارجة على الألسن في الكتابة. وهذه الظاهرة يخشى منها ضياع الحقوق المسجلة في تلك الوثائق وعدم فهم محتوى التقارير والمراسلات التي تخصّ نشاط الدولة وعلاقاتها بكلّ الأطراف الداخلية والخارجية بعد انقضاء فترة ما "فإنّه إذا كتب وسجّل حكم من المجلس الحاكم بهاته اللغة الرائجة كما شوهد مرارا وكان مقتضاه ثبوت الحق لزيد في دكّان مثلا، ثم مضت مائة سنة وهي مدّة يحدث فيها تغيير اللهجة الدارجة قطعا حتى ربما نسي حال اللغة وقت تاريخ ذلك التسجيل، وقام أحد ذرية المنازع لزيد على ذريته وفتح معه الدعوى في ذلك الدكان ، كانت ذرية زيد تظنّ أنّ بأيديهم حجّة كافية في إثبات حقّهم لكنّهم إذا أتوا بها إلى الحاكم في ذلك الوقت ربّما كان لا يفهمها لتغيّر حال التخاطب لا سيما إذا دام هذا الحال المشاهد في كثرة استعمال الألفاظ الأجنبية المحرفة عن لغتها أيضا. ولا يجد ذلك الحاكم مرجعا لإمكان فهم ذلك الحكم إلا مجرّد السؤال من الشيوخ الهرمين والعجائز، عن المراد بذلك وعن مؤداه ممّا لا يفيد في الحقيقة للوقوف على الحق ... ولا يجد للغة المكتتب بها صكّ الحكم ولا كتب مفردات في اللغة ولا كتب نحو في إفادة تراكيبها المعاني الأوليّة، فضلا عن المعاني الثانوية والكنايات والاستعارات والمجاز ممّا شائع في كلّ اصطلاح في التخاطب. لا جرم أنّه إذا دام الحال على هذا المنوال تضيع به الحقوق وينخرم نظام الكتابة والفهم[7].
    ويرى بيرم أنّه لا يمكن معالجة هذا الوضع إلاّ باعتماد أصل اللغة العربية، لأنّ اللهجة الدارجة لا يمكن ضبطها بالقواعد التي انضبطت بها اللغة العربية وهذا مستحيل لسبب واضح وبسيط وهو أنّ الدّراجة ليست بمستقرّة بل هي متغيّرة في كل حين في مفرداتها ومعانيها الأوليّة والثانويـّة، وإذا ما تقدّم تجاوز ذلك هل توجد لهجة عاميّة واحدة بها يتخاطب أهل المنطقة الواحدة " وما هي العاميّة التي قد يفكر بعضهم في تعميمها لتعوّض الفصحى ؟ أهي لغة الفلاح أم الجزار أم الملاّح، لغة القرى أو لغة البادية[8] ؟ " فضلا عمّا يؤدي ذلك إلى إهمال خطير للكتب الدينية من وحي وتراث نحت هوية الأمة وطبع  حضارتها على مرّ العصور.                                                                       
      وقد عولجت قضايا العامية والدخيل في اللغة من قبل الأقدمين والمعاصرين اللغويين واختلفت في شأنها المواقف بين مؤيّد ومعترض ومحترز. ورغم تباين الآراء فإن الواقع اللغوي شاهد على التعريب والاقتباس والأخذ والعطاء بدرجات متفاوتة الحجم حسب ظروف المرحلة الحضارية التي تمر بها الملّة، ولا خيار في ذلك "لأنّ اللغة إنّما هي أداة يكون لها من الصلاحية والنجاعة بقدر ما يكون لمستعمليها من الكفاءة والبراعة. وحياة اللغة بالاستعمال، واللغة تتطوّر بتطوّر الحياة وإلاّ فإنّ ما وقف وتحجّر اضمحّل وصار إلى الفناء[9]" وقد حتّم الواقع التجاء اللغة العربية – كمثيلاتها من لغات الأمم – إلى الدخيل والمعرّب والعامي، وضمنت بذلك حياتها وتطورها وقدرتها على التفاعل مع الجديد ثم الإبداع، دون أن تتعرض لخطر الاضمحلال والاندثار لأنّ عمليّة التعريب[10]،  حافظت على شروطها التي تحفظ للعربية روحها وجمالها وخصائصها، ممّا يضمن ازدهار المعـارف وتحقيق الإبداع في الأمّة، ولن يكون ذلك كذلك إلاّ إذا كانت تلك العلوم والفنون بلسان الأمّة الأصلي  وهو ما أكّده بيرم ونبّه إليه بأمثلة من ماضي المسلمين المجيد وأمثلة من الحاضر بقوله "نجد الأروباويين عند أخذهم لهاته المعارف من الملّة الإسلامية قد ترجموا الكتب إلى لغتهم وكل فرقة اجتهدت في نشر تلك المعارف بلسانها لا بلسان الأمّة المأخوذ عنها[11] ".
     وفي إطار عملية التفاعل الحضاري أقحم الدخيل في اللغة العربية إمّا حرفيا كما هو أصله أو بصقله وصياغته  في قوالب الأوزان العربية. حدث ذلك في عهود ازدهار اللغة العربية ، فأخذت من الفارسيـة واليونانية والهندية وغيرها. وقد أجاز جلّ علماء اللغة هذه الطريقـة إذا دعت الحاجة إلى ذلك في صـورة عدم وجود لفظ متداول في اللغة أو مهجور يؤدي بدقّة المعنى المصطلح عليه.
   وفي المقابل أعطت العربية للعديد من اللغات من ألفاظها " ولم تجد لغة في الدنيا استنقصت لأنّها أخذت من غيرها بل إنّ عدم أخذها من الغير هو الذ يجعلها في عداد اللغات الميّتة ".
    وبالفعل اضطر بيرم كغيره من رجال الإصلاح في القرن التاسع عشر إلى استعمال بعض المفردات الدخيلة، سواء حافظت على صيغتها الأصليّة أو خضعت للأوزان العربية  – وهي قليلة جدّا – بل نجده مجتهدا في تفسير اللفظ والتركيز على علاقته بالمعنى إلى جانب استعماله للدّخيل[12]
     وهذا لا يعني وجوب إدخال كل لفظ أجنبي إلى اللغة العربية بل يجب الأخذ بما تدعو الحاجة إلى أخذه كما فعل الأسلاف وألاّ نستسهل الأمر حتى يضيع جوهر اللغة وخصائصها، ولا نبذل الجهد في البحث عن المرادفات الصحيحة بدعوى فقر اللغة العربية وعقمها في مواكبة التطورات الحضارية. فأصل الداء في حقيقـة الأمر يتعلّـق بالأشخاص وبعقلياتهم ومستواهم اللغوي، لأنّ أهل الاختصاص أقرّوا بأنّ لغتنا العربية " قد جاوز ثراؤها الحدّ إذ عدد الألفاظ العربية يفوت الستّة ملايين، لا يستعمل منها إلاّ قرابة الستة آلاف مفردة (أي واحد من ألف!) والباقي مهمل ! مع العلم أنّ اللغة العربية تقتني ثروتها هذه من أصولها الثلاثية والرباعية والخماسية وتضـمّ إليها نظامـا متكاملا لا يختّل في الاشتقاق ونظاما متطورا في النحت بحيث تضارع غيرها من اللغات الكبرى[13]".  
    وقد قام بيرم بما يسمّى بـ "التوليد اللفظي" وذلك باشتقاقه صيغا غير واردة في الفصحى مثل جمعه "كروسة" بكلمة "كراريس[14]"، أو زيادة واو الاستهجان قبل ياء النسبة مثل: فرنساوي  وفرنساوية[15]".
     إلاّ أنّ بيرم، رغم دفاعه الشديد عن الفصيح فإنّه وقع كغيره من المؤلفين تحت ضغوط ثقافته المحلية المتنوعة المصادر والضاربة في أعماق تاريخ القطر، من بربرية وفينيقية وعبرية وأندلسية وتركية وحتى ايطالية ومالطية ... فأمسى هذا الخليط لغة التخاطب اليومي بين الناس وذلك مثل: "الكارطة "(تعريب لكلمةCarta) والدامة (Jeux de dames) و" المنقلة " و" الخربقة "والمخاطرة " ( أي المراهنة ) و" الجعبة " ( أي الأنبوب : باللغة التركية) و"السبالة "(أو السبيل وهي: البئرأو عين الماء المخصصة لإرواء أبناء السبيل، وهي من الكلمات العاميّة التونسية) و"الكرطونات" (لفظة أجنبية الأصل تعني العربات الصغيرة) و"السبابط " (مفردها سبّاط أي الحذاء، وهي عامية اختلف في أصلها: إمّا من كلمةCiabatta  الإيطالية أوCabata  التركية والمرجح أنّها إيطالية فهي تعني الإسكافي أو الخصّاف أي مصلح الأحذية القديمة) و" الزناقي "(مفردها زنقة وتعني الأزقة وهي عامية تونسية[16]) إلخ .....
    ولعلّ مردّ ذلك حرص صاحب الصفوة على تقريب صورة المدلول أكثر ما يمكن من ذهن القارئ الذي تعوّد هذه المفردات المشهورة في التخاطب اليومي !خاصة إذا تعلق الموضوع بتحليل اتنوغرافي للمجتمع التونسي وإبراز مميزاته الحضارية، الثقافية منها والمادية.
    ويرى بعض علماء اللغة المعاصرين أنّ في العاميّة كثيرا من المفردات الفصيحة ولكنها غير موجودة في المعاجم. وطالبوا في عدة مناسبات بردم الهوّة بين الفصحى بانتقاء الألفاظ التي يعتقد الخاصــة بأنّها عامية في حين أنّها من الفصحى. بل ذهب آخرون إلى ضرورة تعميم الفصحى بتفصيح العامية. خصوصا وأنّ وسائل الإعلام الكبرى كالإذاعة والتلفزة والصحيفة لعبت دورا كبيرا في جعل العامية تقترب شيئا فشيئا من الفصحى بدليل أنّ الدارجة في المغرب العربي كما في المشرق مات كثير من مفرداتها ذات الجذور التركية والفارسية والإيطالية التي كانت شائعة بكثرة في أواخر القرن الماضي وبداية القرن الحالي أي القرن العشرون ميلادي، ولازالت الاجتهادات متواصلة في هذه المسألة حتى تنتعش اللغة العربية من جديد وتتطور وتصبح أداة تعبير في كل الميادين وليس ذلك بعزيز إذا ما توفرت العزيمة الصادقة لتحقيق هذا الهدف الحضاري ولنا في اللغة اليابانية واللغة العبرية المثل البارز.




[1] حول تاريخ هذه القضية راجع أعمال الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية تحت عنوان: "القومية العربية والإسلام" الطبعة الثانية، بيروت، أيلول/سبتمبر 1982.
[2] وقع اختياره من لدن أعيان الحاضرة ووجهائها لولاية منصب الباي وذلك في 22 ربيع أول 1117 هـ/15 جويلية 1705م. وقد حصل على    فرمان التولية بصفة شرعية من الأستانة 06 صفر 1118هـ/ جوان 1706م.
[3] صفوة الاعتبار: 2/30.
[4] المقصود حرف "g" وقد كتبها بعضهم بوضع نقطة ثالثة فوق "ق".
[5] الصفوة: 5/30.
[6] أورد بيرم أمثلة لذلك السبك الأعجمي في قوالب عربية نقلا عن رسالة نقدية نشرها المفكر اللبناني الشهير رشيد الدحداح في جرائد عربية.
[7] الأعلام عدد 181.
[8] تنمية اللغة العربية في العصر الحديث، ص: 19.
[9] من محاضرة بعنوان "خواطر حول اللغة العربية في العصر الحديث " قدّمها  الدكتور " محمد السويسي "بالملتقى الرابع لابن     منظور(قفصة،أفريل 1976 ) انظر: كتاب " تنمية اللغة العربية في العصر الحديث " – وزارة الشؤون الثقافية – تونس 1978 ، ص : 21.
[10] للتذكير فإنّ عمليّة التعريب تطلق على معنيين مختلفين:
-         الأول: إدخال اللفظ الأعجمي ضمن المعجم العربي فيصقل ويصاغ في قوالب الأوزان العربية فيخضع بالتالي إلى أبنيتها ومقاييسها  وقواعدها، فيشتق منها على الطريقة التي بها يشتق من العربي الصميم.
-         أما المعنى الثاني: فهو إيجاد مقابلات عربية للألفاظ الأعجمية حتى تصير العربية الفصحى وحدها هي لغة الكتابة والتدريس والتعليم والإعلام تستخدم في كافة المؤسسات والشارع والصحافة ، وهو ما يسمّى بالنقل من اللغة الأجنبية إلى اللغة العربية.
[11]الأعلام، عدد 156
[12] كقوله: "الكوميسبون المالي: وهي اللجنة المالية التي تشكلت من الأهالي والأجانب "( الصفوة: 2/40 وما بعدها ). أو "التنبر: أي الأوراق المختوم عليها من الحكومة ليكتب فيها الاحتجاجات بحيث لا تقبل حجة في غير ورقة مختومة " ( الصفوة : 2/56)    وكذلك كلمة " آسيد سيلسيك :أي طين البلور ( حامض صواني " ( الصفوة : 1/112).
وغيرها من المفردات مثل " الغرام Gramme  وتذاكر الكوبون Coupon  " إلخ ... ( الصفوة : 1/111 و 2/107) .
[13] من محاضرة ألقاها الدكتور علي الشنوفي تحت عنوان "دور التربية والتعليم في تنمية اللغة العربية "، ( انظر: " تنمية العربية "، ص: 200).
[14] "الكروسة ": كلمة من أصل إيطالي"Carozza  وهي العربة المجرورة بالخيول (انظر: الصفوة: 2/118) وللتذكير فإنّ ظهور الكروسة بتونس كان على عهد الدولة المرادية ( 1022هـ - 1114  هـ / 1612م – 1702 م ). جيء بها من أوروبا لركوب حمودة باشا المرادي (انظر: ص 191).
[15] الجزءين الثاني والثالث من الصفوة.

[16] انظر خاصة الجزء الثاني من صفوة الاعتبار الذي خصصه بيرم للتعريف بالقطرالتونسي جغرافيا وتاريخيا واتنوغرافيا ( خاصة في وصف العادات  والتقاليد والصنائع والمساكن .... ).