إذا كانت الحكومة التونسية لا تتوقع صداما مع الشعب بسبب اعتقادها أنّ لها قدرة على ترويضه و لها ثقة في القمع و فيالق رجال الأمن بمختلف فرقهم و رتبهم و تصور حسن إختيارتها و الحكمة في توجهاتها و العمق في تفكيرها وحسن تدبير في تسيير البلاد و العباد ونجاعة في طريقة معالجتها للمشاكل الاجتماعية و القضايا السياسية والتعاطي مع الأوضاع الاقتصادية و اعتبار أنّ كل ما تقوم به هو الأمثل و الأصلح دون الإصغاء إلى الرأي المخالف فهذه سذاجة مذهلة وقدرة غريبة على جعل الرأي الواحد مسيطرا و متفق عليه و مقبول من الجميع و لا يتم ذلك إلا بإحدى أمرين أولهما قمع الرأي المخالف و تهميش أفكار الآخرين بكل الوسائل لتكميم الأفواه ونشر صمت رهيب تلغى فيه كل الأصوات و لا يبقى إلا صوت الحكومة. و الثاني نشر أخبار زائفة تصور الأوضاع الاقتصادية و والاجتماعية على أنها في تمام النجاح و أنّ الحكومة تحقق قفزات نوعية و إذا مرت هذه الحالة دون وقوع صدمات فلئن الرأي العام التونسي يرى أنه غير قادر على التحرك في ظل غياب لأحزاب تأطر و توجه و أن مواجهة النظام بكل ما لديه من وسائل قمع تجعل المعادلة غير متوازنة إلى جانب سيطرة الخوف على النفوس و العقول. غير أن الضغط اشتدت حدته و أن حالة الاحتقان والكبت وصلت لمرحلة لم تعد محتملة فكان الانفجار الذي دوى في تونس و أطاح ببن علي اليوم انتصر الشعب التونسي و إن شاء الله العاقبة لأنظمة عربية أخرى و صدق شاعر تونس أبو القاسم الشابي عندما قال" إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر."
السبت، 15 يناير 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
-
بسم الله الرحمن الرحيم د.عثمان علي حسن مقد...
-
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله... أما بعد فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:{إنا كل شيء خلقناه بقدر} [1] الله سبح...
-
ألف الغزالي كتابه تهافت الفلاسفة في القرن الحادي عشر الميلادي، ليهاجم فيه آراء الفلاسفة ومعتقداتهم، وواجه الفلاسفة آراءه بعد ذلك بالن...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق