يعيش " القادة " العرب هذه الأيام حالة من الخوف و الذعر الشديدين و قلق حول مصيرهم بعد الاطاحة بهم في ظل تتالي تساقط الأنظمة الديكتاتوريات العربية التي تعتبر الأقوى من حيث تغلغل أجهزتها الأمنية داخل صفوف الشعب كما أن لها قدرة على اخضاع هذه الشعوب وتطويعها لارادتها و توجهاتها. و اليوم بعد سقوط النظامين في تونس و مصر بعد ثورتين مجيدتين سقطت كذلك صورة الحاكم العربي ونزلت إلى الحضيض فلم يعد كما كان القائد و الملهم و المفكر و صاحب النظر الاستشرافي و الرأي السديد و الاختيارات الصائبة والحلول الجذرية الناجعة لحل مشاكل شعبه و صانع المعجزات. لم يعد " القائد " بالصورة التي كانت عليها من قبل.لقد أدركت الشعوب أن حكامهم و قادتهم و ملوكهم و سلاطينهم جهلة و أغبياء وأنهم لا يساوون شيئا و كل ما قيل في شأنهم كذب ومين و زيف فلا مستوى علمي و لا أخلاقي فشهاداتهم الجامعية مزورة و مدلسة فالبعض منهم لا يستطيع صياغة جملة بل لا يقدرون على القراءة بشكل سليم فضلا على تأسيس تصور فكري و سياسي لنظام الحكم فكانوا لا يرون في تسيير إلا طريقة واحدة قمع الحريات و تكميم الأفواه مخافة انفلات زمام الحكم من أيديهم.
لقد سعى "قادة" العرب إلى اخضاع شعوبهم إلى ارادتهم بل و إلى رغباتهم و فرضوا عليهم نمط تفكيرهم و سلطوا عليهم توجهاتهم واختياراتهم غصبا و كرها مستعنين بمستشاري السوء الذين باعوا ضمائرهم من أجل جاه أو منصب. و كل من حاول الاعتراض إلا عد ونعت بالخائن و فاقد الحس الطني و أنه يتلقى التعليمات من الخارج فهو عميل فتعقد له المحاكمات و تتلى قرارات الاتهام وفق فصول قانونية و اعترافات انتزعت تحت التعذيب في غياهب سراديب وزارة الداخلية.
لقد شغلونا بفكرة الأمن و الاستقرار لتحقيق التنمية فكنا نعيش خوفا داخليا من شيء اسمه بوليس و شرطة و محاكم فلا تحقق الأمن لأن نفوسنا كانت مرتجفة مرتعدة و لا الاستقرار و لا جاءت التنمية لقد كان الأمن لحماية " القادة " و الاستقرار للحفاظ على عرشهم و ملكهم لقد ضاعت مع الأمن كرامتنا و حريتنا فصرنا عبيدا نخرج عند مرور موكب القائد لنهتف و نصفق و نعود إلى بيوتنا فرحين مسرورين هذا حالنا... اليوم حطم الشعب التونسي و المصري حاجز الخوف و الظلم و انتصر على جلاديه موجها صوته لبقية الشعوب العربية لا تقوم الأنظمة إذا سقطت فمد الثورة سيعصف بكل هذه الحكومات المستبدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق