الأربعاء، 14 أغسطس 2019

التيارات الإسلامية المتطرفة: النشأة والأسباب

الدكتور علي الصولي: جامعة الزيتونة

أسباب نشأتها:
     ليس من السهل دراسة ظاهرة التيارات التكفيرية في العالم العربي والإسلامي لأنها ظاهرة متشعبة ومعقدة أشد التعقيد إذ تتداخل فيها عوامل تاريخية وسياسية ودينية واقتصادية واجتماعية وحتى نفسية إضافة إلى استغلال قوى سياسية عالمية وإقليمية لهذه الظاهرة إما بدعم سلطة غير شرعية لطاغية من الطغاة أو باحتلال بلد من البلدان باسم الإرهاب كما حدث للعراق أو لإجهاض ثورة من ثورات الربيع العربي فضلا عن كثرة الدراسات والمؤلفات وتعدد الندوات والمؤتمرات وبروز عدد لا يحصى من الخبراء المختصين في الحركات الإسلامية.
     وبديهي فإن هذا الزخم الفكري والسياسي والصحفي وحتى الأكاديمي المنصب على دراسة ظاهرة الإرهاب مختلف أشد الاختلاف في الرؤى والمناهج والنتائج إلى حد التعارض والتناقض لتباين الدوافع والأهداف.
     ولا ننسى أيضا الأمم المتحدة التي تبنت قضية الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 واعتبرتها قضية دولية[1] وهو ما حدا بالعديد من الدول إلى تكوين حلف لمحاربة الإرهاب وإنفاق أموال طائلة في هذا الغرض[2]
     وأمام هذا الكم الهائل من البحوث والدراسات وهذا التناقض الصارخ في سياسات بعض الدول في مجابهة هذه الظاهرة[3] فإن الباحث سيجد صعوبات جمة سواء في خطة البحث أو في المنهج فضلا عن النتائج، وعلى الرغم من ذلك فسنحاول بإذن الله وعونه خوض غمار هذا اللجي يحدونا في ذلك العزم والموضوعية ونشدان الحقيقة لا سيما وأن بحثنا في هذه القضية ليس بحثا شموليا وإنما مقتصر على مسألة جزئية وإن كانت ذات أهمية قصوى وهي أسباب نشأة الحركات التكفيرية إذ  من خلالها يقع تشخيص الداء وبعد ذلك يقدم الدواء. 
     ذكر ابن خلدون في مقدمة المقدمة أثناء بيانه لحقيقة علم التاريخ فقال: ( إن هو في ظاهره لا يزيد عن أخبار عن الدول وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق وجدير بان يعد من علومها وخليق...)[4]
     نستنتج من هذا القول أن الوقائع التاريخية في نظر ابن خلدون لا تحدث صدفة أو طفرة وإنما لها أسباب ومسببات وخاضعة لطائفة من العلل لأن للعمران البشري طبائع وقوانين وهو ما حدا بان خلدون إلى عدم الاكتفاء بسرد الأحداث سردا تقليديا وإنما حاول أن يسبر أغوارها ويتعرف على ما وراءها وهو ما يمكن أن نسميه بما وراء التاريخ، اعتقادا منه أن ليس في هذا العالم شيء إلا وهو نتيجة من جهة وعلة من جهة أخرى نتيجة لعلة سبقته ومقدمة لأثر يأتي بعده وعندئذ تكون الأحداث التاريخية تسير بصورة منطقية.
     وانطلاقا من هذه الأنساق التاريخية الخلدونية فإننا نستطيع القول أن ظاهرة الحركات الدينية المتطرفة ليست طحلبا من الطحالب تنبت على سطح الماء بدون عروق أو جذور وإنما هي ظاهرة لها أسبابها ومسبباتها وعللها ومعلولاتها وعوامل شتى عملت على إيجادها ونموها وسنركز في بياننا لهذه العوامل على السياسية منها وهي في نظرنا تنقسم إلى قسمين:
     I.            عوامل داخلية   
 II.            عوامل خارجية
v  العوامل الداخلية:
1- الاستبداد والدكتاتورية: لقد قامت في عدة بلدان عربية وإسلامية ثورات تحريرية ضد الاستعمار تحصلت على أثرها على الاستقلال وفي بلدان أخرى قام الضباط الأحرار بانقلابات عسكرية ضد الاستبداد وفي كلتا الحالتين أقيمت الدولة الوطنية أو دولة الاستقلال والتي كان من المؤمل أن تأخذ بالنظام الديمقراطي لينعم فيه الفرد بالحرية والعدل والمساواة وتتمتع فيه الشعوب بالحريات بما في ذلك حرية تكوين الأحزاب والمشاركة السياسية والتداول على السلطة وتحدث قطيعة تامة مع الاستبداد لأنه علة العلل ومصدر جميع المصائب، ولكن بكل أسف انتكست على أعقابها وأقامت نظاما استبداديا لا يختلف في شيء عن النظام الفرعوني، (قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى[5]). ذلك النظام الذي عانت منه الشعوب العربية والإسلامية الويلات طيلة قرون والذي أدى في النهاية إلى سقوط الدولة وانحلال المجتمع بسبب الغزو الاستعماري الغربي والمهم أن الدولة الوطنية قد احتكرت الحياة السياسة تحت مسمى الشرعية النضالية أو الشرعية الثورية وهيمنت على كل أوجه الحياة في المجتمع سياسية واقتصادية واجتماعية ولا سيما الثقافة والتربية لإحكام سيطرتها على وعي المجتمع غير أن هذه السيطرة لا تتم –في نظرها- إلا بالسيطرة على الدين الذي لعب دورا هاما في مقاومة الغزاة ولا سيما الاستعمار الفرنسي فضلا عن كونه يمثل روح الأمة ومنبع الأخلاق والفلك الذي يسبح فيه عقل المجتمع ووعيه ولذلك بادرت الدولة الوطنية بالسيطرة المطلقة على الدين وإحكام قبضتها عليه وإخضاعه لأيديولوجيتها بل شرعت قوانين تخالف الدين مخالفة صريحة كقانون التبني وفي نهاية الأمر همشته وأقصته عن الحياة.
     وبذلك تحولت الدولة الوطنية إلى دولة كليانية شمولية TOTALITARISMEعلى الطريقة الستالينية طبيعتها الاستبداد وأدواتها القمع والاضطهاد وأهدافها احتكار السلطة والثروة، فكان مآلها الفشل في تحقيق التنمية والازدهار ولكن خطرها لم يقف عند هذا الحد بل دمرت الإنسان العربي في الصميم وهو أنه خسر نفسه إذ أفقدته الحصانة الروحية واجتثت منه الفضائل الخلقية والوطنية وحولته إلى شخصية تافهة تطحنها مشاعر الدونية والعجز تائهة في عالم الضياع ولم يخطئ الحكيم الفرنسي LABRUYRE عندما قال (لا وطن مع الاستبداد) وقال مونتسكيو(إن المستبد لا يكتفي بقطف الثمرة بل يقتلع الشجرة بأكملها).
     أما الكواكبي فقد شبه المستبد بالصخرة التي تجثم على صدر الشعب فتحوله إلى دود يأكل بعضه بعضا.
2- العلمنة القسرية للدولة الوطنية: 
     لقد اعتمدت الدولة الوطنية سواء في المشرق أو في المغرب على إيديولوجية معينة وهي (القومية والعلمانية والاشتراكية[6]) ففي تونس مثلا اعتبر الحبيب بورقيبة (العلمانية[7]) قاطرة التحديث والدافع القوي للحاق بركب الحضارة مسقطا ما وقع في المسيحية من علمنة على الإسلام وكأن الإسلام هم سبب تخلف المسلمين وانحطاطهم[8].
     ولذلك اتخذ رئيس الدولة سياسة معادية للدين بل مدمرة لمبادئه وقيمه إذ لم يكتف بغلق مؤسسة التعليم بجامع الزيتونة رمز المجد القومي للبلاد التونسية وأقوى القلاع في الدفاع عن المقومات الثقافية للشعب التونسي، والمغرب العربي، وإنما قضى على جميع المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية كالمحاكم الشرعية وجمعية الأوقاف[9] والمجلس الشرعي والمدارس القرآنية والجمعيات الخيرية الإسلامية والجمعيات الثقافية التي لها طابع إسلامي ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل اتجه مباشرة إلى التهجم على الإسلام وتقويض أركانه وذلك بالدعوة إلى الإفطار في رمضان وهو خط أحمر لم تجرؤ فرنسا أيام الاستعمار على الاقتراب منه كما تهجم في خطاب البالماريوم على الآيات القرآنية التي تحدثت عن الحساب والجزاء ونعيم الجنة مخاطبا الحاضرين بأنه سيضمن لهم الجنة.
     وبذلك قضى على المرجعية الدينية الرسمية بالبلاد التونسية كما نزع الهالة والقداسة عن الدين فضلا عن نزع الاحترام والتوقير عن العلماء بعد أن فقدوا وظائفهم المرموقة في التدريس والقضاء فانسحبوا من الحياة الدينية ولم يعد لهم أي دور في التوجيه والإرشاد ونسي الزعيم الذي درس المرحلة الجامعية بفرنسا وقرأ لفلاسفة التنوير وأعجب بدون شك بالثورة الفرنسية أن فرنسا ضحت بالدين من أجل الديمقراطية رغم الفروق بين الإسلام والمسيحية إذ لا يوجد في الإسلام سلطة دينية أما هو فقد ضحى بالدين من أجل دكتاتورية ماحقة.
     وازداد الأمر سوءا عندما استولى بن علي على السلطة فحكم البلاد حكما بوليسيا أساسه القمع والتعسف والظلم، داس فيه على كل القيم الدينية والخلقية والإنسانية والقانونية فأشاع الرعب والخوف وحول المواطنين إلى أعداء يتجسس بعضهم على بعض ويشي بعضهم ببعض.
     ونظرا إلى وجود تيار إسلامي معارض فقد اتجه بكل قواه إلى محاربة الإسلام من غير تفرقة بين الإسلام الرسمي والمعارض فأحكم سيطرته على المساجد وذلك بأن جعلها تابعة لوزارة الداخلية وعين في كل ولاية معتمدا مشرفا على الشأن الديني فيها، مما حول الخطاب الديني إلى خطاب بائس لا يحرك شعورا ولا يصلح حالا وإنما الهدف منه الدعوة لسيادة الرئيس في الجمع والأعياد  بالتوفيق والسداد ، كما توجه إلى التعليم والثقافة لاستئصال كل ما هو ديني حتى يقضي على الظاهرة الإسلامية في البلاد ولتوفير أسباب النجاح في هذه المهمة استعان باليساريين ومكنهم من الوظائف السامية في الوزارات ذات الصلة بالدين كوزارة التربية والتعليم العالي والثقافة فرفعوا شعار (تجفيف المنابع وقطع الأطراف) وفي هذا الإطار تم التنقيص في ساعات التربية الإسلامية بالابتدائي والثانوي وتغيير البرامج ولا سيما برامج التربية الإسلامية والتاريخ والنصوص الأدبية[10] كما وقع إضعاف جامعة الزيتونة وذلك بتقليص عدد الطلبة الموجهين إليها [11] وجلب أساتذة من كلية الآداب بمنوبة للتدريس بها حتى يضفوا عليها صبغة علمانية.
     وفي هذا الجو المتلبد بغبار التدمير الديني وقيمه أطلق بن علي العنان للعائلة المالكة في النهب والسلب وتهريب الأموال[12] فانكمش الاقتصاد وانتشرت البطالة وانسدت الآفاق في وجه الشباب وانقطع الأمل لديهم  فكان من الطبيعي أن يتجه إلى الفساد والرذيلة والإجرام فانتشرت الخمر والمخدرات[13] والجريمة.
     ولكن فئات أخرى من الشباب لم تستهويها حياة الرذيلة والجريمة وبدأت تبحث عن الخلاص لأزمتها الخاصة فوجدت أن خلاصها الذاتي هو الارتماء في قوارب الموت أملا في الوصول إلى جنات النعيم بأوروبا وفئة ثالثة اختارت تغيير المعتقد من الإسلام إلى المسيحية أو البهائية أو اعتناق المذهب الشيعي لاسيما وأن هناك إغراءات كثيرة لمثل هذه الدعوات وفئة رابعة انخرطت في منظمات إرهابية لتحقيق وهم من الأوهام ولم يكن عدد المنخرطين في المنظمات الإرهابية قليلا بل كانت تونس أول دولة مصدرة للإرهاب في العالم[14].
3- طغيان النزعة القومية على النزعة الدينية:
     منذ نهاية الحرب العالمية الأولى لم يعد للإسلام أي تأثير في الحياة السياسية في العالم الإسلامي فقد استولى التيار القومي في تركيا على السلطة[15] وألغى نظام الخلافة وأسس دولة عصرية تقوم على فكرة الفصل بين الدين والدولة مستلهما العلمانية اليعقوبية في فرنسا على الرغم من أن أصل الوضع في الإسلام هو عدم وجود ثنائية الدين والدولة أو القومية والدين لأن الإسلام (حقيقة مفردة لا تقبل التحليل[16]).
     كما أن حزب الإصلاح في تركيا الذي يتزعمه سعيد حليم باشا والمعارض لسياسة كمال أتاتورك كان يلح في أن الوضع الأساسي في الإسلام هو تنسيق يجمع بين المثالية والواقعية وأنه –بوصفه وحدة تجمع هذه الحقائق الأزلية الحرية والمساواة والتضامن– ليس له وطن معين ينسب إليه[17].
     غير أن الفكر القومي قد انتشر في بلدان المشرق العربي انتشار النار في الهشيم وبغض النظر عن الأسباب الدافعة إلى ذلك فإن الفكرين الرئيسيين اللذين وجدا صدى في الحياة الإسلامية في ذلك الوقت هما القومية والاشتراكية حتى أنهما شكلا أساس الإيديولوجية للعالم الثالث في مواجهة الإمبريالية الغربية وإن كان نيتشه يصف النزعة القومية (بأنها مرض وحماقة) وأنها أقوى خصوم الثقافة[18] وعندئذ أخرجت القومية العربية في شكل فعّال القومية الإسلامية وصار الفكر السياسي في دول المشرق العربي يدور حول محور واحد وهو قومية الدولة وعلمنتها. وبذلك تخلت الناصرية والبعثية عن كل صبغة دينية للدولة بل صارت تقاوم الحركات الإسلامية التي تحاول إحياء الطابع الديني للدولة والمجتمع مقاومة لا هوادة فيها وحتى الصراع مع إسرائيل لم يكن له طابع ديني بما في ذلك قادة منظمة التحرير الفلسطينية الذين كانوا علمانيين ويتباهون بذلك.
     وعلى الرغم من هزيمة العرب في 1967 فإن هذه الأنظمة القومية ظلت مستميتة في مقاومة الحركات الإسلامية بكل وحشية وبدون شفقة أو رحمة.
4- العنف الشديد والطويل الذي مارسته الأنظمة الدكتاتورية ضد المعارضة الإسلامية:
     من المعروف سوسيولوجيا أن عنف الدولة الشديد والطويل لا بد أن يحدث تشوهات في الفكر والدين والسياسة والأخلاق وعلة العنف عند الدولة هي الظن بأن التصورات الإيديولوجية علم بل هو علم صحيح[19] يخول صاحبه أن يفرض رأيه على غيره وأن يجبره على إتباع سياسته بما في ذلك محاربة الدين أو خيانة الوطن وأداته في ذلك القوة وغطرسة القوة والدوس على جميع القيم والأعراف لمصلحة القوة حتى صارت القوة في حد ذاتها قيمة مثلى[20].
     وبناء على ذلك فإن الدكتاتورية وما تتسم به من عنف شديد وطويل هي العامل الأساسي في نشأة الحركات الدينية المتطرفة والأدلة على ذلك كثيرة:
1) إن جماعة التكفير والهجرة نشأت في سجون عبد الناصر في الستينات[21].
2) إن المجازر التي ارتكبها حافظ الأسد كمجزرة جسر الشغور أو مجزرة سجن تدمر أو مجزرة حلب وأعظمها وأفظعها مجزرة حماة[22] هي التي خلقت الحركات الدينية المتطرفة كداعش وجبهة النصرة وغيرهما عندما قامت الثورة في سنة 2011.
3) أن داعش وزعيمها أبا بكر البغدادي نشأت في سجن أبو غريب ذي السمعة السيئة الذي كانت تسلخ فيه إنسانية الإنسان كما تسلخ البهائم.
4) إن مجزرة سجن أبو سليم التي ارتكبها نظام العقيد معمر القذافي وهي عبارة عن عملية قتل جماعية وقعت في 29 جوان 1996 والتي راح ضحيتها نحو 1269 معتقلا معظمهم من جماعات إسلامية متعددة المشارب هي التي كانت من أبرز القضايا التي ألهبت مشاعر الثوار الليبيين في فيفري 2011 كما أنها  كانت سببا مباشرا في ظهور داعش بليبيا.
5) إن قمع نظام بن علي الوحشي للجماعات الإسلامية في تونس[23] ولاسيما الجماعة الإرهابية التي قامت بعملية سليمان والتي وقع القبض فيها على  حوالي 2000 إرهابي لا نعلم عنهم شيئا كانت سببا من أسباب ظهور حركة (أنصار الشريعة) في تونس.
v  العوامل الخارجية:
     العامل الأول: الصراع التاريخي بين الإسلام والمسيحية،كان أول صدام بينهما في غزوة مؤتة[24] ثم اشتد هذا الصرع في عهد الخليفة عمر بن الخطاب الذي تمت على يديه فتح الشام ومصر وهما من أعظم ممالك الإمبراطورية البيزنطية وفي عهد الدولة الأموية تم فتح إفريقية وهي تابعة أيضا لبيزنطة ثم جاء رد الفعل في الحروب الصليبية التي دامت خمسة قرون والتي لم يكن الغرض منها إلا تدمير الإسلام وإبادة المسلمين[25] ثم جاء فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح سنة 1453م، فرد الغرب المسيحي على هذا التحدي بطرد المسلمين من إسبانيا وهذه الحرب تسمى حرب الاسترداد واستمر الصراع على أشده إلى أن جاء الاستعمار الغربي والمتمثل في قوتين عظيمتين هما إنجلترا وفرنسا اللتان زحفتا على العالم العربي والإسلامي واستعمرتا معظم بلدانه وقد كشفت هذه الحملات الاستعمارية على البلدان الإسلامية عن حقائق مؤلمة منها:
1)   أن أوروبا أظهرت من البغض العميق والحقد الدفين على الإسلام والمسلمين حيث عملت على تحطيم قواهم المعنوية والمادية والروحية تحطيما من شانه أن يحيلهم إلى قوم من الهمج والبدو لا رأي لهم ولا عقيدة ولا حقوق[26].
2)   إنه لم يحدث إجماع بين الدول الأوروبية مثلما حدث على تدمير العالم الإسلامي وتحويله إلى إقطاعات زراعية ومناجم للمواد الأولية لتمد الغرب بحاجياته.
3)   إن الاستعمار الغربي قد استعمل كل الوسائل المادية والمعنوية لتثبيت نفوذه واستمرار بقائه من ذلك أنه استعمل جيشا من المستشرقين لتشويه الإسلام والاستنقاص من قيمه وثقافته وحضارته[27] وسعى بكل إمكانيته إلى القضاء على مصدر هذا الدين وهو الٌقرآن وفي هذا الصدد صرح وزير المستعمرات البريطاني قلادستون أمام مجلس العموم قائلا: (مادام القرآن بيد المسلمين فلن نستطيع أن نحكمهم لذلك فلا مناص لنا من أن نزيله من الوجود أو نقطع صلته بالمسلمين).
4)   إن الاستعمار الغربي كان ومازال عملة ذات وجهين وجه صليبي تبشيري ووجه اقتصادي استغلالي وكل وجه لا يقل فظاعة عن الوجه الآخر فقد اعتمد الاستعمار على جيش من المبشرين لنشر المسيحية بين المسلمين على الرغم من ادعائه العلمانية واللائكية باعتبار أن ما تهدف إليه السياسة الاستعمارية هو ذاته ما تريده الكنيسة فاستعمار فرنسا لتونس مثلا كان بتحريض من الكاردينال لافجري LAVIGERIE   الذي كان له نشاط كبير في التبشير بالمسيحية  في الجزائر[28].
     ولذلك تحالفت الكنيسة مع السلطة السياسية رغم ما بينهما من تنافر بسبب الصراع حول مسألة الدين والدولة لاستعمار البلدان العربية والإسلامية يقول المستشرق الألماني بيكر: (إن هناك عداء في النصرانية للإسلام بسبب أن الإسلام عندما انتشر في العصور الوسطى أقام سدا منيعا في وجه انتشار النصرانية الوسيلة الوحيدة لإقرار الاحتلال وبذلك أصبح لسياسة الاحتلال عنصر جديد واصطبغ الاستعمار بلون لم يكن له من قبل[29]).
     وهكذا فإن العلاقة بين الإسلام والمسيحية كانت ومازالت علاقة صراع وحروب مستمرة يمكن اختصارها في حروب الفتح، الحروب الصليبية، فتح القسطنطينية، حرب الاسترداد الحرب الاستعمارية، الثورات التحريرية من الاستعمار[30]، وأخيرا وليس آخرا احتلال العراق والحرب على الإرهاب.
     ويبدو أن صموئيل هنتنقتون SAMUEL HUNTINGTON قد درس العلاقة بين الإسلام والمسيحية وتاريخها المليء بالمآسي والآلام دراسة معمقة فعبر عن ذلك بعبارات صريحة وهي أن الغرب يعتبر أن الإسلام على حرب دائمة معه وأن المشكلة الكامنة للغرب ليست الأصولية الإسلامية بل هو الإسلام في صورة حضارة مختلفة شعبها مقتنع بفوقية ثقافته ومهوس بدونية قوته ومشكلة الإسلام ليست مع وكالة المخابرات المركزية أو وزارة الدفاع الأمريكية إنما مع الغرب ذاته الذي هو حضارة مختلفة شعبها مقتنع بكونية ثقافته[31].
     ومعنى ذلك أن الصراع الحضاري بين الإسلام والغرب المسيحي –في نظر هنتنقتون- لا مناص منه وأنه سيستمر إلى مالا نهاية ونرجو أن يكون هذا الصراع سلميا وليس عسكريا.
     أما على صعيد الأحداث السياسية فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية واندلاع الحرب الباردة انقسم العالم العربي إلى ملكيات تقليدية وأنظمة ثورية كانت الأولى متبنية للإسلام ولكنها كانت مؤيدة للغرب واعتبر الغرب الإسلام حليفا طبيعيا ضد الشيوعية الملحدة أما الأنظمة الثورية فكانت موالية للاتحاد السوفيتي ولكن أيا من الجانبين لم يعتمد الإسلام كأحد الحلول للخروج من الأزمات التي تعاني منها الدول العربية.
     واستمر الغرب في مراهنته على الإسلام السكوني الوهابي الذي يوجب طاعة الحاكم وإن ظلم وجار إلى أن حدثت الثورة الإيرانية وظهرت حركات إسلامية بالجزائر وتونس والسودان وسوريا ومصر فاتجه مباشرة إلى محاربة الإسلام السياسي ودعم الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية في هذه الحرب، لاعتقاده أن إيديولوجية الإسلام السياسي تشكل خطورة على مصالحه الإستراتيجية ولم يكن الغرب وحده معاديا للإسلام السياسي بل انخرطت معه روسيا والصين وسائر الأنظمة السلطوية في العالم العربي لذلك ارتبط بروزه بسيل من الدعاية ولد في البلاد العربية شيطنة وفي الغرب ما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا.
العامل الثاني: تعطيل الغرب للديمقراطية في العالم العربي:
     إن تأخر الديمقراطية وتعطيلها في العالم العربي لم يكن قرارا حكوميا أحاديا ولا مطلبا شعبيا وإنما بإيعاز وتشجيع ومساندة من الدول الفاعلة في الغرب التي كانت تعتقد اعتقادا جازما أن وصول الإسلام السياسي للحكم ديمقراطيا سيهدد مصالحها ويكشف استعمارها المقنع لتلك الدول على العكس من موقفها في دول أخرى من أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا حيث شجعتها على الديمقراطية لأن هذه الدول يغلب عليها الطابع المسيحي ولا تمت بصلة إلى الإسلام.
     وبذلك تحالف الغرب مع الأنظمة الدكتاتورية ضد الديمقراطية التي ستفسح المجال للإسلاميين إلى الوصول إلى الحكم بل غض النظر عن فساد هذه الأنظمة إلى أن تحولت إلى مافيات حاكمة وللمافيا كما يقول أبو يعرب المرزوقي أذرع خمسة حكم تابع واقتصاد تابع وتربية تابعة وثقافة تابعة وأمن تابع.
     ونظرا إلى العداء التقليدي للغرب ضد الإسلام فلا نستغرب أن تستهدف الحركات الدينية المتطرفة الغرب وأن تعتبر جهاده (حربا مقدسة) بل إن هذه الحركات قد اعتبرت أن هوية المسلم الحقيقية مبنية على مناهضة الغرب الصليبي الكافر وإن الدعوة إلى الديمقراطية كذبة غربية ويظهر ذلك في خطاب أيمن الظواهري وفي تصريحات الناطق الرسمي باسم داعش أبو محمد العدناني (السلمية دين من؟)
العامل الثالث: وقوف الغرب ضد ثورات الربيع العربي:
     سأعتمد في بيان موقف الغرب من ثورات الربيع العربي على بعض الكتاب الغربيين أمثال بيار جون لويزارد piere  jean luizard المؤرخ الفرنسي والباحث في شؤون الشرق الأوسط والمؤلف كتاب (فخ داعش-piége deech) وروبرت فيسك ROBERT FISK الصحفي البريطاني المشهور بمواقفه ضد الهيمنة الأنقلوسكسونية على الشرق الأوسط.
      يقول لويزارد: إن النظام الجديد للعالم قد صنعه ميزان القوى بين صليبي الغرب ومؤمني الخلافة الإسلامية وها هي الإيديولوجية لداعش تحلل خطوط الصراع وفقا لنفس مبادئ صاموئيل هنتنقتون (الحضارات في صراع مع بعضها) في جوان 2014 هدمت داعش الحدود بين سوريا والعراق كانت تلك حركة رمزية مليئة بالازدراء لعملية رسم الحدود الفرنسية البريطانية لبلدان المنطقة (سايس بيكو).
     ويعتقد لويزارد أن من لا يفهم هذا العداء للكولونيالية لا يمكنه أبدا أن يفهم شيئا حول الشرق الأوسط حيث يمكننا تفسير الجرائم والاعتداءات التي تقترفها داعش بوصفها إعادة نسخ تاريخية لجرائم الغرب التي لا حصر لها.
     ثم يقول إن الغرب لم يدعم الديمقراطية في الشرق الأوسط ولم يكن حتى متضامنا مع الحركة الديمقراطية العريضة أثناء الربيع العربي وإنما بدلا من ذلك تدفقت الأموال والأسلحة إلى الجنرالات والانقلابيين الفاسدين لإجهاض ثورات الربيع العربي وينهي قوله في كلمات موجزة تلخص موقف الغرب ومؤامرته المتواصلة على الإسلام والمسلمين إن مائة عام من الكولونيالية الدموية قد خلقت بؤسا اجتماعيا وإنسانيا ولكنها خلقت وحوشا مرعبة وتنظيم داعش هو أحد الوحوش.
     أما كاترين أشتون منسقة الاتحاد الأوروبي فقد أزاحت عن وجهها قناع النفاق وصرحت يوم 23 جويلية 2016 معلقة على الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا (إن سقوط العسكر في مصر ينهي الحرب الدائرة في سوريا لصالح الإسلاميين وسيجعل الإسلاميين في ليبيا وتركيا وتونس أقوياء جدا وهذا سيدفع الشرق الأوسط إلى تكتلات وتحالفات جديدة لن تكون في مصلحة الاتحاد الأوروبي أو أمريكا أو روسيا).
     وهكذا فإن الغرب قد تحالف مع الأنظمة الدكتاتورية ضد أن تتمتع الشعوب العربية بالديمقراطية فها هو اليوم يتحالف سواء بصورة مباشرة أو بواسطة قوى إقليمية مع المنظمات الإرهابية على إجهاض ثورات الربيع العربي.
     الخلاصة: أنه لا مخرج للعالم العربي من أزماته المتراكمة إلا بالديمقراطية ولا تتحقق الديمقراطية إلا بمشاركة الإسلاميين ولكن العلمانيين والماركسيين والدولة العميقة ترفض ذلك رفضا باتا إلى جانب معارضة قوى التحكم في العالم (أي الغرب وروسيا) فضلا عن قوى إقليمية مثل إيران والسعودية والإمارات وبذلك ستبقى التيارات التكفيرية خامدة كالنار في الرماد وستنتهز الفرصة للظهور من جديد بشكل من الأشكال مادام الاستبداد سائدا والديمقراطية غائبة.



[1] - بعد أحداث سبتمبر أقر مجلس الأمن قرارين 1368، 1373، بالإجماع وأنشأ لجنة لمكافحة الإرهاب تتكون من جميع أعضائه.
[2] - ذكر سكوت أترون SCOTT  ATRAN من جامعة أكسفورد الخبير في الجماعات المتطرفة أن هجمات سبتمبر كلفت تنظيم القاعدة ما بين أربعمائة وخمسمائة ألف دولار بينما صرف الغرب خمسة تريليون دولار على الأمن والعسكر للرد عليها .جريدة (الفجر) 11/12/2015
[3] - من ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر حزب الله منظمة إرهابية عندما يحارب إسرائيل ولكنه ليس منظمة إرهابية عندا يحارب المعارضة السنية في سوريا كما أنها صنفت (حماس) منظمة إرهابية في حين أنها لم تقم بأي عمل إرهابي سوى مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي
[4] - المقدمة :مطبعة مصطفى محمد، القاهرة، د، ت ،ص 3
[5]  سورة غافر، آية 29.
[6] - أنظر الأسباب التي دفعت الزعماء الوطنيين في البلاد العربية إلى اعتناق هذه الإيديولوجية مجلة (الهداية) العدد، 204، جانفي فيفري، مارس،  2018 ص 8، السبب الثقافي، د. سليمان الشواشي
[7] -معنى العلمانية: بفتح العين هي كلمة مستحدثة في اللغة العربية وأول من استعملها في العربية في العصر الحديث المترجم إلياس بقطر المصري عام 1828 وهي مشتقة من عَلْم أي عَالَم والنسبة على غير قياس وقد جاءت لأداء معنى SECULARISATION وهي عبارة عن رؤية للحياة تعتمد على استبعاد الدين وتأثيراته في الفكر والأخلاق والسلوك والرجوع به بدلا عن ذلك إلى القوانين الوضعية لتنظيم حياة الناس وقد كتبت مؤلفات عديدة في الغرب والشرق حول العلمنة انظر القاضي ومن معه (الفكر الإصلاحي عند العرب) ص15.
[8] - يقول عبد الحميد بن باديس (إن المسلم ما تأخر بسبب إسلامه وإن غيره ما تقدم لعدم إسلامه وإن السبب في التقدم والتأخر هو التمسك والترك بالأسباب) تفسير ابن باديس، دار الكتاب الجزائري، 1964، ص 78. 
[9] - على الرغم من العلمنة الصارمة التي طبقها كمال أتاتورك فإنه لم يلغ الوقف بل يوجد الآن في تركيا بنك الوقف.
[10]- من ذلك نص هدى الشعراوي أول امرأة تخلع الحجاب وهذا النص مازال يدرس إلى اليوم.
[11] - كان عدد الطلبة في سنة 1987 أي سنة استيلاء بن على السلطة وهي كلية 3700 طالب وفي سنة 2010 كان عدد الطلبة بها وهي جامعة 400 طالب.
[12] - حسب تقديرات البنك الدولي فإن الأموال التي تم تهريبها تتراوح بين 25 ألف مليار و40 ألف مليار بينما تقول بعض المصادر الأخرى أنها قد تصل إلى 80 ألف مليار وهي أرقام كبيرة  تعادل في أدناها ميزانية الدولة جريدة (الفجر) 20/9/2015، العدد 759.
[13] - أظهرت إحصائية منظمة الصحة العالمية أن رتبة تونس في استهلاك الكحول هي الأولى عربيا والخامسة عالميا بمعدل 26,2 لتر لكل مواطن سنويا جريدة (الفجر)4 ديسمبر 2015 أما تعاطي المخدرات فقد قامت جمعية (فورزا تونس) بدراسة حول هذا الموضوع توصلت من خلالها إلى أن ثلاثة ملايين تونسي تقريبا يستهلكون مادة القنب الهندي أو ما يعرف بالزطلة وأن المستهلكين للمادة المذكورة ينحدرون من أوساط اجتماعية فقيرة وأن (8000) سجين من (24000) سجين تعلقت بهم جرائم استهلاك المخدرات و 30 من المستهلكين من الإناث (الإنترنت جمعية فورزا تونس )             
[14] - نشرت بعض الصحف التونسية اعتمادا على خبراء الأمم المتحدة أن أكثر من 5500 تونسي التحقوا بتنظيمات إرهابية في الخارج كما أعلنت وزارة الداخلية أنها منعت 12500 شابا من مغادرة البلاد لشبهة أنهم سيلتحقون بمنظمات إرهابية (جريدة الضمير 11 جويلية 2015)
[15] - مثل هذا التيار جمعية (تركيا الفتاة )ثم جماعة (الاتحاد والترقي) محمد فريد تاريخ الدولة العلية، ص 706.
[16] -محمد إقبال: تجديد التفكير الديني في الإسلام، ترجمة عباس محمود، القاهرة، 1955، ص 170.  
[17] -   م،ن، ص 179.
[18] -   م،ن، ص 216.
[19] - منذ ظهور نظرية أينشتاين لم تعد العلوم الصحيحة، صحيحة بل صارت نسبية فضلا عن كون هذه العلوم ليست باتة ومن باب أولى العلوم الإنسانية لكن الحكام العرب لا يقرؤون ولا يدركون هذه الحقائق
[20] - ذكر توماس فريدمن الكاتب والصحفي الأمريكي بجريدة نيويورك تايمز بأن رفعت الأسد يتباهى بأنه قتل 38 ألفا في مجزرة حماة
[21] - قاد هذه الجماعة مصطفى شكري التي قامت على تكفير الدولة والمجتمع إلا من يؤمن بالمبادئ التي حددتها وبوجوب الهجرة من دار الكفر (أي التي لا تحكم الدولة فيها بالشريعة) إلى دار الإسلام.
[22] - انظر هذه المجازر الإنترنت
[23] - ذكرت منظمة (حرية وإنصاف)أن الذين سجنوا في عهد بن علي بتهم سياسية يفوق عددهم ثلاثين ألفا وأن الذين ماتوا تحت التعذيب يزيد عن مائة شخص.
[24] - مؤتة: اسم المنطقة التي وقعت فيها هذه الغزوة وسببها أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل رسولا إلى والي بُصرى بالشام في السنة الثامنة للهجرة فلقيه في طريقه شرحبيل بن عمرو الغساني والذي كان واليا على البلقاء من قبل قيصر وقد أوثق شرحبيل رسول، رسول الله صلى الله عليه وسلم برباط ثم قتله بضرب عنقه وعندما بلغت الأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب غضبا شديدا وقام بتجهيز جيش المسلمين لمحاربة أعداء الله وقد أمّر عليهم زيد بن حارثة الذي استشهد ثم أخذ الراية خالد بن الوليد فكرّ وانسحب بأقل الخسائر نظرا لعدم تكافئ القوى.
[25] - انظر كتاب (التبشير والاستعمار )لمصطفى خالدي وعمر فروخ وأيضا كتاب (قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام  وأبيدوا أهله) لجلال العالم
[26] - كتب رينان محددا وظائف الأوروبيين ووظائف الشرقيين في المستعمرات فيقول: "إن دور الأوروبي النبيل الشجاع الأبي هو دور السيد البطل أما دور الشرقي فهو دور العبد الذليل الذي عليه أن يعمل لإسعاد سيده الأوروبي وبذلك تسير الأمر على أتم وجه وأكمله" عن طه عبد الباقي سرور: مقدمة العروة الوثقى، دار العرب القاهرة ،1957، ص 7.
[27] - أنظر رد الأفغاني على رينان الذي استنقص من إسهام العرب في الحضارة الإسلامية بل اتهم الإسلام بأنه لا يشجع على العلم والفلسفة (أحمد أمين: زعماء الإصلاح، مكتبة النهضة، القاهرة،1965، ص 86.)
[28] - التميمي عبد الجليل: التفكير الديني التبشيري لدى عدد من المسؤولين في الجزائر في القرن التاسع عشر، المجلة التاريخية المغربية عدد 3،    1974، ص 23.
[29] - محي الدين القليبي :ظاهرة مريبة في سياسة الاستعمار الفرنسي، المجلة التاريخية المغربية عدد 19، 20، ص 272.
[30] - بعد حرب 67 أجرى الكاتب والصحفي المصري لطفي الخولي حوارا مع كل من برتراند روسل الفيلسوف الإنجليزي وجون بول سارتر الفيلسوف الوجودي الفرنسي والذي يهمنا هو ما جاء على لسان سارتر حيث سأله الصحفي الخولي لماذا وقفت ضد أمريكا في حرب فيتنام وأيدت الفيتناميين ولم تقف مع العرب في حربهم ضد إسرائيل؟ فأجاب بقوله: كيف أنسى الحروب الصليبية، كيف أنسى فتح القسطنطينية، كيف أنسى حرب الجزائر؟
[31] - تلميذ أحمد: أحفاد إبراهيم في حالة حرب، ترجمه عن الإنجليزية د. شيخ أختر الندوي، المركز الثقافي الهندي العربي جامعة ملية الإسلامية 1432هـ/2011م دلهى الجديدة، الهند. 

هناك تعليق واحد:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف