الاثنين، 26 أغسطس 2019

إصدارات جديدة للدكتور علي بن محمّد الصولي

صدر للدكتور علي بن محمّد الصولي، أستاذ محاضر بجامعة الزيتونة - تونس- كتابان، الأوّل في علم الكلام، والثاني في التصوف المغاربي.

    الكتاب الأول عنوانه: غنية الراغب ومنية الطالب، لأبي عبد الله محمّد التواتي، دراسة وتحقيقا. 

     وهذا الكتاب الضخم يضم 520 صفحة، اختزل خمسة قرون من علم الكلام السني الأشعري. فكان عمدة هذا العلم الدقيق في الزيتونة منذ أكثر من ثلاثة قرون، حيث لم يقتصر على عرض الآراء وما يتبعها من جدل، بل أبدى رأيه بالنقد والترجيح "لإدراك حقيقة الإيمان بواضح الأدلة والبرهان".
     وحاول الدكتور علي الصولي أنّ يقدّم دراسة في هذا الموضوع، ويحقق محتوى هذا المخطوط النادر الذي تم العثور عليه بدار الكتب الوطنيّة التونسية. وذلك في جزئه الأول والكبير الذي يخص "الإلهيات" في انتظار استكمال الجزء الثاني من النبوات الذي يمثل حوالي ثلث ما جاء في المخطوط الفريد. وبالتالي يمكن ترشيحه إلى مصدر أساسي من مصادر هذا العلم، فيه تبيان وبيان، أوضح به الحق، ورد على المبتدعين وزيغهم، ودفاعا عن عقيدة التوحيد الخالص الذي لا تشوبها شائبة.
     كما التزم فيه بالمجادلة العلمية المعتمدة على المبادئ والأصول العقلية والقرآنية والحديثية الصحيحة في تقرير أركان الإسلام وأسسه والدفاع عنها بالحجة والبرهان العقليين.

     الكتاب الثاني فعنوانه: المباحث الأصلية في الطريقة الصوفية.

هذا التأليف الرائد –رغم اِنتمائه الظاهر لكتب الشروح- فإنّه قد جمع في طياته مادة تنظيرية ثرية متنوّعة الأغراض، راوحت بين الشرح والتقعيد والتّوجيه والتسنين (نقد البدع). ومن سِمات منهجيته أيضا توظيفه للجانبين العقدي وكذلك الفقهي لاِسْتغلاله في طرحه الصوفي السُنّي المعتدل الذي عُرف به التّصوف المغاربي فيما بعد بخصائصه ومميزاته بعيدًا عن الشطحات الفلسفية المعقّدة أوْ التّأويلات المذهبيّة الفاسدة. فالحضور المكثّف للآيات القرآنية والأحاديث النبوية وكذلك الأحكام الفقهيّة في مؤلفات زرّوق تُؤكّد بوضوح الاِختيار الواعي بإرساء تصوّف إسلامي يتحقّق به التوفيق بين الشريعة والحقيقة.
     وهي معادلة تبدو صعبة في ظلّ الغموض الاِصطلاحي والبعد عن "التصوّف العالم"  ومرجعياته إضافة إلى عوامل حضارية وكذلك سياسية وتأثيرات أجنبية عن الفضاء المعرفي الإسلامي الأصيل.. إلاّ أنّ أحمد زرّوق آل على نفسه أنْ يخوض هذه المعركة الصعبة والمتشعّبة على الجبهتين المعرفية –التنظيرية والسلوكيّة- الطقسية.
     وقد حاول زرّوق رفع اللّبس عن كثير من القضايا التي عَلُقت بعلم التصوف وبالممارسات المنسوبة للتصوف، مع تقديم بدائل لتصحيح المسار بعد الكشف عن تلك الأمراض وأسبابها وكيفية معالجتها وتجاوزها، في إطار قراءة فريدة في طرحها حول علم التصوف من خلال الجمع بين الفقه والتصوف.
     وفي هذا الشرح المستفيض قدّم لنا الشيخ زرّوق رؤيته الشاملة وفلسفته المتميّزة حول التصوف الإسلامي بالبيان والشرح والنقد والتذكير والتحقيق. إلى أن اِرتقى شرحه هذا إلى نظرية متكاملة في التّصوف الإسلامي عموما والتّصوف المغاربي بالخصوص.

الدكتور علي بن محمد الصولي

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم كيف ان اتوصل بالكتاب حفظكم الله

    ردحذف